الإعاقة العقلية وأثرها في الأحوال الشخصية

نوع المستند : بحوث علمية محکمة.

المؤلف

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف باحث دكتوراه بقسم الدراسات الإسلامية كلية الآداب - جامعة أسيوط

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
فإن الله قد أنزل الشريعة الإسلامية بكافة تشريعاتها وأحكامها صالحة لجميع أحوال الأمم والشعوب والأفراد ، لكي تنتظم وتستقيم حياتهم ، فهي لم تغفل عن أي جانب من جوانب الحياة في كافة المجالات الدينية والدنيوية ، ومن فضل الله على البشرية جمعاء تكريمه للإنسان بحسن خلقه، بيد أن الله جلت حكمته في أن قدر لبعض عباده نقص في الكمال الحسي أو الجسدي، وهو ما يعرف علميا بـ "الإعاقة"
وقد اهتم الإسلام بهذه الفئة من حيث توفير مزيد من الحقوق لهم أو الإعفاء من بعض الواجبات، انطلاقا من الأحكام والقواعد الشرعية الخاصة بهم التي تهدف إلى التيسير والتخفيف ورفع الحرج والمشقة عنهم، وتناسب طاقاتهم وقدراتهم لتحقيق التوازن والحياة الكريمة، والإعاقة العقلية تتنوع إلى ثلاث درجات، وفقا لدرجة الإعاقة ودرجة الذكاء والقدرة على التعليم والتدريب، فمنها الإعاقة العقلية الشديدة أو المتوسطة التي يطلق عليها عند الفقهاء (العته الشديد)، والإعاقة العقلية البسيطة التي يطلق عليها عند الفقهاء (العته الخفيف)، وحيث إنه لا يوجد مصطلح الإعاقة العقلية في كتب الفقه الإسلامي، فمن حيث التأصيل الفقهي للإعاقة العقلية البسيطة، فإنه يقابلها في الفقه الإسلامي مصطلح العته من حيث الأهلية والأحكام الفقهية، وتحقيقا لما تهدف إليه الشريعة الإسلامية من اهتمام وعناية بهذه الفئة من ذوي الإعاقات، يحسُن بيان الأحكام الشرعية لهم لأهمية هذه المسائل في حياتهم، سواء ما يتعلق بالعبادات أو المعاملات، أو النكاح أو الجنايات والحدود.